الاثنين، 26 أكتوبر 2020

حرية الفكر والتعبير - فيلم الموسم " الزوج والزوجه والعشيق " و الرئيس الفرنسى


الناس ممكن تختلف فى التقييم على أشخاص بالملايين , ويمكن بالمليارات.. لكن هناك أشخاص من المفروض أنه لا يمكن الإختلاف فى تقييمهم !!!!!وأول هؤلاء البشر " الرُسل " ( جمع رسول )... ويأتى فى مقدمتهم أعظم الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم) , والبشر كما قال المؤرخ الأمريكى " مايكل هارت " فى كتابه " الخالدون مائه " ( أولهم , وأعظمهم " محمد رسول الله " ) .. ألا شاهت أعين الجيناء .
د. عبدالله البلتاجى
25/10/2020
على قناة د. عبدالله البلتاجى

الاثنين، 27 أبريل 2009

الكراسة المدرسية ومستقبل الأمة

الكراسة المدرسية ومستقبل الأمة

د. عبدالله البلتاجى
الأستاذ بمركز البحوث


1- آلت إلينا علوم الأولين والسابقين من خلال ما دونوه على الحجر والشجر بأشكاله المختلفة والمتطورة , ولولا هذا التدوين ( بالرسم والكتابة ) لما أضحى الإنسان فيما هو عليه من تقدم فى العلوم والفنون والآداب , والتكنولوجيا المتطورة , والمعقدة , والمتقدمة . إن العلوم بمعادلاتها الصعبة والمعقدة , الطويلة والغاية فى الدقة , لم تكن لتنتج سماعيا , لأنه لابد من مراجعتها مرة , واثنين , وثلاثة , حرف بحرف , وكلمة بكلمة , وجملة بجملة , وسطرا بسطر , وفقرة بفقرة , بمنتهى الدقة والحرص !!!.
2- حتى فى عصر الجاهلية , كانت المعلقات ( المدونات الشعرية ) تعلق على صدر الكعبة المشرفة , لمكانتة أصحابها , وعندما تنزل القرآن الكريم على الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) , إعلانا لنهاية عصر الجاهلية , وبداية عصر التنوير , كانت أولى وسائل التنوير , فى أول كلمة , لأول آية , فى أول سورة من سور التنزيل المبارك " العلق " , كانت " اقرأ " , إعلاء لحقيقة التنوير الكونية – القرآنية الأولى " أهمية الكتابة للعلم " , ذلك لإنه لا تكون قراءة بغير سابق كتابة , ولذلك سمى القرآن " الكتاب " , فى قوله تعالى – على سبيل المثال لا الحصر " ذلك الكتاب لا ريب فيه " أو قوله تعالى " الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " , ثم دلل تعالى على هذا المعنى أيضا فى نهاية الآيات الخمس الأول من نفس السورة ( سورة العلق ) بقوله تعالى " الذى علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم " وطبعا العلم الذى هو بالقلم هو " الكتابة " وليس " القراءة " التى بدأ بها التنزيل الحكيم الذى أشارت إليه آية سورة هود الأولى " الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ".
3- ولما ابتعد العرب والمسلمون عن دولة صدر الإسلام التى دعت إلى الكتابة والقراءة والعلم , حيث كان الكتاب يوزن بمثله ذهبا , عادوا إلى عصر الجهالة والانحطاط لمدة قرون طويلة , عرف فيها الغرب " للأسف من العرب والمسلمين أهمية الكتابة والقراءة والعلم " , فى حين استنار الغرب بدخوله عصر النهضة , وما كان ذلك إلا بدخول عصر الترجمة للكتب اليونانية والرومانية والعربية بالطبع .
4- وما كاد العالم العربى بأسره يصحوا من كبوته من عصر الانحطاط العلمى والثقافى والفنى , ويخرج علينا بروائع الكتب الحديثة فى شتى الآداب والعلوم والفنون , والتى عرفنا فيها عصر النهضة العربية برموزه المصرية الكبيرة من أمثال : رفاعة الطهطاوى – مصفى مشرفة – حافظ أمين – أحمد شوقى – العقاد – طه حسين والعشرات الآخرين من رواد الفكر والتنوير , بكتبهم التى فتحت العيون , والعقول , والقلوب , وحركت الألسنة والأيدى بحركة الشعر والفن والعلم الابتدائية , المحدودة , والتى كنا نتمنى لها أن تتقدم وتدوم , حتى فاجئنا عادل إمام فى مسرحية " مدرسة المشاغبين " فى أواسط السبعينيات من القرن الماضى بقوله " أن العلم فى الراس وليس فى الكراس " , و " أن العلم يكال بالبدنجان " بدلا من الذهب !!!! . وهنا بدأت الكارثة والمأساة تعاود كرتها ثانية بعد فقط مالا يزيد على 150 عاما من بداية عصر النهضة العربية والإسلامية , التى رفعت رايتها مصر , مع بداية الدولة الحديثة , مع محمد على ( 1805 ) , بعد خروج الحملة الفرنسية .
5- من يومها أخذت مكانة الكراسة المدرسية تتضائل ,وتضمحل , وتختفى , حتى أصبح الآن التلاميذ فى المدراس ( الإعدادية والثانوية ) , والطلاب فى الجامعات ليس لديهم كراسات أو كشاكيل للعمل التعليمى , ولكنهم يعتمدون على تصوير الأوراق سواء من السادة المعلمين أو أساتذة الجامعة أو من بعضهم البعض ( حيث هناك أولاد خاصة من الطبقات الفقيرة عرفوا كيف يستفيدوا من هذه الظاهرة الخطيرة ويكتبوا ملخصات بخوط جميلة يصورونا ويبيعونها للطلاب بدلا من الكتب المدرسية أو المحاضرات الجامعية ) وهؤلاء طبعا برافو عليهم, فقد أجادوا فيما فشل فيه الآخرون !!!! .
6- وباستمرار هذا المنهج والنهج سوف تختفى الكتابة بشتى أشكالها وصورها العلمية والأدبية والفنية , وليس أدل على ذلك من تأخر ترتيب الإنتاج العلمى والأدبى والفنى والتكنولوجى المكتوب لمصر والعالم العربى بالمقارنة بمستواه فى الدول المتقدمة وإسرائيل , وما أدل على هذا كله من عدم وجود جامعة مصرية أو عربية أو إسلامية من بين الجامعات ال500 الأولى فى العالم ,فى حين أن لإسرائيل 6 جامعات فى الجامعات ال 250 الأولى فى العالم ( ولن أناقش هنا هذا الموضوع لأنه هناك من يحاولون أن يضفوا على مستوى التقييم طابعا سياسيا , فى حين أن العملية مبنية على معايير علمية دقيقة جدا ليس هذا مجال مناقشتها , ولكن لعله يكون فى مقال آخر قريب إن شاء الله تعالى ) . أيضا علينا أن نلاحظ ما جاء فى البيان الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد " بنيامين نتانياهو " أمام الكنيست الإسرائيلى " أنه سوف يجعل إسرائيليا بين ال10 الأوائل فى كل المجالات والجوائز فى العالم " , وهنا يجب أن أنتهز الفرصة لأقول للأمة جميعا وبالخط العريض " أصحوا يا عرب فروسيا التى كنا نشترى منها الأسلحة لمحاربة إسرائيل , هى نفسها تشترى الطائرات من إسرائيل " , ذلك ليس إلا لشئ واحد أن لروسيا جامعتين بين الجامعات ال 250 الأولى فى العالم ( الأولى فى المستوى ال70 وهى جامعة موسكو , والثانية فى المستوى من 303 – إلى 401 , وهى جامعة سان بطرسبرج ) أما لإسرائيل 6 جامعات بين ال250 جامعة الأولى فى العالم – وليس ال 500 التى ليس لنا بينها جامعة !!!!!! – ( الأولى وهى الجامعة العبرية فى القدس ,وهى فى المستوى ال65 , ثم جامعتين فى المستوى من 101 إلى 151 , ثم جامعة فى المستوى من 152 إلى 200 , ثم جامعتين فى المستوى من 303 إلى 401 ) , وطبعا أول شئ فى هذا الترتيب هو مخرجات هذه الجامعات من الكتب , والبحوث المنشورة فى المجلات العلمية العالمية الكبرى ) .
7- وعندما تختفى فنون الكتابة سوف بالتأكيد يختفى العلم والفن والأدب , لإن كلها صنائع من صنيعة علم وفن الكتابة ( وهذا سبب واضح من تأخر النصوص العلمية والأدبية والشعرية والمسرحية والسينمائية والروائية ..... ألخ ) , إذن إختفاء الكراسة المدرسية, وبالتالى , عدم مراجعتها من معلم الفصل , وتصحيح الخطأ , لتعلم التلاميذ والطلاب الصواب والخطأ ’ سوف يؤدى بنا إلى العودة إلى عصور الظلام , والإنحطاط الفكرى والعلمى والأدبى والفنى والتكنولوجى , ولا أدل على ذلك من أننا فى مراجعة أوراق الطلاب فى إمتحانات الجامعات نجد أن كثير من الطلاب لا يعرفوا أن يكتبوا اسمائهم بطريقة صحيحة , ناهيك عن المعلومات العلمية , أو الأدبية , أو التاريخية , أو القانونية ..... ألخ .
8- مطلوب بشدة , وبسرعة عودة الكراسة المدرسية, لإعادة قدرة الطلاب على التحصيل , والمتابعة , وعمل الواجبات , وحل المسائل , مما يؤدى بهم إلى التفوق العلمى , وليس على الحفظ فقط كما تؤهلهم المذكرات المصورة من آخرين لذلك , إن عدم وجود الكراسة المدرسية هو دليل " قطع النور " , والدخول فى الظلام. فإذا كنا نريد أن ننير مستقبل أولادنا , وبلادنا , فلا بد من إعادة الكرسة المدرسية , ومن ثم إعادة الإعتبار لها , وهذا بالطبع لن يتأتى بين عشية أو ضحاها ’ ولا بالتمنى , ولا بالدفاع بأن الكراسة موجوده لها مكانتها العظمى , ولكن علينا أن نعترف بالمرض كى يمكننا الإتجاه إلى علاجه , لإننا أبدا لن نأخذ صحيحا إلى الطبيب للكشف عليه , وإذا أخذنا الشقيق الصحيح بدلا من الشقيق المريض إلى الطبيب , فطبعا سوف يموت المريض , ويلطم الصحيح بعد فوات الآوان .
9- الأمر يستدعى خطط عمل متكاملة , وواقعية , وتفصيلية , ودقيقة , محتاجة إلى نظم خبيرة ( Expert System ) تبدأ بتشكيل لجنة من الخبراء , والتربويين , والتعليميين , والقانونيين , تتبع الوزير مباشرة , وتكون على أول قائمة أولوياته , يتابعها بالحضور شخصيا كل يوم , بالمتابعة , على مستوى الوزارة , والمحافظات , والمراكز , والقرى ( من مستوى الوزارة إلى مستوى المدرسة ) و تضع خطة عمل جادة , وتضع القوانين , واللوائح , للثواب والعقاب , وتنتهج الشفافية طريقا , بعيدا عن أهل الثقة . إن الأمر لن أقول صعبا , ولكنه هين , يسير , إذا وجد من يضعه على قائمة أولوياته ( كما فعل مهاتير محمد فى مالايزيا مثلا ) , إنه ليس شيئا صعبا , فالشئ الصعب فعلته مثلا اليابان عندما خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة , بعد ضربها بقنبلتين نوويتين هما أول وآخر قنبلتين فى التاريخ حتى الآن , استطاعت اليابان أن تصنع المستحيل , المعجزة , وتصبح ما نعرفه الآن , هذا طبعا أيضا بفضل الكتابة والعلم والجامعات (فلليابان عدد 31 جامعة بين الجامعات ال250 الأولى فى العالم إبتداءا من المستوى 19 ) .
10- فهل نستطيع أن ننهى فوضى غياب الكراسة المدرسية فى مراحل التعليم الأولى ( الإبتدائية والإعدادية والثانوية ) ؟ , فإذا تعلم الطالب أهمية الكتابة والخط , وعمل الواجبات , وحل المسائل والتمارين , فإنه سوف يتعود ذلك , ويتعود بالتالى التفوق , وعندما يصبح طالبا جامعيا سوف يعتاد الكتابة والتفوق أيضا , مما يعود على الأمة بالتقدم والرقى .
الكتابة : علم ولغة وفن , فهل نهتم بها ؟